"ذاكرة صور: مئة عام في مئة صورة"
معرض يحاكي التاريخ العريق
إفتتحت "الجمعية الدولية للمحافظة على صور" الثلاثاء 21 أيار، معرض "ذاكرة صور: مئة عام في مئة صورة"، في قصر الأونيسكو في بيروت، في حفلٍ جمع حشدًا كبيرًا من شخصيات ثقافية وعلمية ومن المهتمين بالتراث والتاريخ وفن التصوير الفوتوغرافي.
بدأ حفل الافتتاح مع ندوة عن تاريخ مدينة صور والصور الفوتوغرافية المعروضة، وعن مشاريع الجمعية. وقد حضرها أكثر من 400 شخص، وأدارها الدكتور نسيم شلهوب، مشددًا على عظمة تاريخ صور، ومنوهًا بعمل الجمعية الذي يهدف إلى حماية تراث هذه المدينة واستعادة أمجادها.
وألقى معالي الدكتور جورج قرم كلمة الجمعية، فتحدث عن المشاريع التي تقوم بها، وخصّ بالذكر مشروعي "معهد الدراسات الكنعانية، الفينيقية والبونية" و"القرية الحرفية"، اللذين سيتم تمويلهما من خلال يانصيب "لوحة لـ بيكاسو بـ 100 يورو".
وتناوب على شرح تفاصيل هذين المشروعين الدكتورة سمر مكي حيدر والدكتور ناجي كرم، فأوضح كل منهما طبيعة المشروعين وأهدافهما، مشددَين على أهمية دورهما الثقافي والحضاري.
أما الدكتور خالد تدمري الذي جمع هذه الصور الفوتوغرافية، والوثائق التاريخية شرح أنها ترصد تطوّر مدينة صور عمرانيًّا وتُظهر معالمها الأثرية والتاريخيّة وحركة مرفئها ومراكبها ومناظرها الداخلية والعامة، وذلك خلال قرن من تاريخها يمتد من أواخر العهد العثمانيّ، مرورًا بمرحلة الإنتداب الفرنسيّ، وصولاً إلى استقلال لبنان عام 1943.
فيما تحدث الأديب ألكسندر نجار عن مقاومة صور في وجه الإسكندر المقدوني وأساطيله، معتبرًا أن هذه المدينة هي مثال لجميع المقاومين في العالم، وقائلاً "وجودنا هنا اليوم يؤكد أن الحضارة الفينيقية ما زالت حيّة والإسكندر لم ينتصر".
كلمة الختام كانت مع رئيسة الجمعية الدكتورة مها الخليل الشلبي، التي أكدت أن هذا الحدث يُبقي مدينة صور ماثلة بقوة في حياتنا، وأنه يدفعنا إلى أن نستلهم من تناسل حضاراتها صورة الأصالة والانغراث في عمق التاريخ والتراث. وشكرت بنك جمال تراست لرعايته هذا المعرض، منوهة بحرصه على الحفاظ على التراث اللبناني.
وعُرض خلال الندوة فيلم وثائقي قصير بتقنية "الملتي فيزيون" ضمّ صورًا نادرة وأوّل لقطات فيديو حيّة تمّ تصويرها في مرفأ صور عام 1919.
وفي السابعة والنصف افتُتح المعرض، فجال الحاضرون في أرجائه واطلعوا على هذه الصور التي التُقط بعضها على يدّ أشهر المصوّرين الأوائل بعد اختراع التصوير الفوتوغرافي بسنوات قليلة، والتي تُعرض جميعها للمرة الأولى.
هذا المعرض الذي يتضمن مئة صورة تختصر مئة عام من تاريخ تطوّر مدينة صور، تمتد من 1843 الى 1943، يستمر لغاية 24 أيار، ويفتح أبوابه يوميًا من الحادية عشرة قبل الظهر وحتى السابعة مساءً.
وبعد انعقاده في قصر الأونيسكو، سيجول المعرض على عدد من المدن اللبنانية، بدءًا بجبيل، ثم الميناء وبعلبك وصيدا. وفي النهاية، سيحط رحاله في مدينة صور.