السيدة مها الخليل الشلبي سفيرة الأونيسكو للنوايا الحسنة
في 17 شباط 2016، تم تكريم وتنصيب الدكتورة مها الخليل الشلبي رئيسة "الجمعية الدولية للمحافظة على صور" " سفيرة الأونيسكو للنوايا الحسنة"، من قبل المديرة العامة للأونيسكو السيدة إيرينا بوكوفا في حفل أقيم بمقر المنظمة بباريس بحضور سفير لبنان لدى الأونيسكو الدكتور خليل كرم الى جانب عدد كبير من السفراء، والشخصيات السياسية، الثقافية والإجتماعية، وأعضاء الجمعية الدولية.
سميّت الدكتورة مها الخليل الشلبي "سفيرة الأونيسكو للنوايا الحسنة" تقديرًا لإنجازاتها ولأهميّة عملها الدؤوب في سبيل حماية تراث مدينة صور المدرجة على لائحة التراث العالمي منذ عام 1984، والتزامها القضايا الإجتماعية والثقافية لتفعيل حوار الحضارات.
والجدير بالذكر أن مها الخليل الشلبي أسست في العام 1972 مهرجان صور الدولي لتوظيف الإرث الحضاري في مشروع إنماء السياحة الثقافية. ومع اندلاع الحرب في لبنان العام 1975، تحوّلت أرض المدينة إلى مسرح للعنف والدمار، فقامت بمبادرة شخصية لدى المنظمات الدولية وفي مقدمها الأمم المتحدة و"الأونيسكو" وجامعة الدول العربية، والبرلمان الأوروبي، ومجلس اللوردات البريطاني، ونتيجة إصرارها، اعتُبرت صور تراث عالمي يتعيّن حمايته والمحافظة عليه.
في أيار 1980 أسست في مقر الأونيسكو في باريس " الجمعية الدولية للمحافظة على صور" التي قدمت الدعم لتنفيذ برامج عدة مثل "حملة الاونيسكو الدولية من اجل صور وجوارها" التي أقرت عام 1984 واطلقت عام 1989 من اجل اعادة تأهيل المدينة وتطويرها الاجتماعي- الثقافي، كما أنشأت في عام 2009 "رابطة المدن الكنعانية والفينيقية والبونية" التي تضم شبكة واسعة من المدن التي يجمعها تاريخ واحد، من اجل تفعيل حوار الحضارات وتعزيز روابط السلام. كما نشرت عام 1984 اطروحتها التي اعدتها في السوربون وتمحورت حول "تحليل علاقات الشرق والغرب من خلال المسافرين الى صور بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر"، وأصدرت عام 2008 كتاب "الفن الفينيقي: تعابير جديدة " الذي يدعو الى اكتشاف هذا الفن عبر تاريخ شعبه وثقافته.
وهكذا ينضمّ اسم سيّدة من لبنان إلى لائحة من 55 شخصيّة مرموقة ميّزتها الأونيسكو لجهدها في الدفاع عن قيم عالمية.
وأكدت الدكتورة الشلبي في كلمة ألقتها خلال الاحتفال في مقر الأونيسكو أن تسميتها سفيرة للنوايا الحسنة تحمّلها مسؤولية كبيرة وهذا اللقب هو أيضا تكريم لكل الأعضاء والعاملين معها في "الجمعية الدولية للمحافظة على صور" وهم يعملون بلا كلل من أجل صور وتراث الإنسانية منذ أكثر من 35 عامًا.
وتقدّمت بالشكر الحار إلى المديرة العامة للأونيسكو السيّدة إيرينا بوكوفا وحيّت المنظمّة الدولية بممثّليها الحاليين والسابقين لما قدّموه من دعم لصور وتراثها وتسجيلها على لائحة التراث العالمي. كذلك تقدّمت بالشكر إلى معالي وزير الخارجية الاستاذ جبران باسيل "لدعمه واهتمامه بالتراث اللبناني والمحافظة عليه."
وأوردت السيّدة الشلبي لمحة موجزة عن نشاط رابطة المدن الكنعانية، الفينيقية والبونية التي باتت بدورها تحظى رسميا برعاية الأونيسكو. وختمت كلمتها بشكر أعضاء الجمعية وذكّرت بقول جبران "إن الماضي هو ذاكرة الحاضر".