ساهمت الجمعية الدولية للمحافظة على صور من خلال تأسيسها "رابطة المدن الكنعانية، الفينيقية والبونية" في تنفيذ البرنامج الواسع للأمم المتحدة الخاص بالعشريّة الدوليّة لتقارب الثقافات والذي يفرض جهودا دولية على نطاق كبير.
في السادس عشر من تشرين الأوّل 2015 وخلال دورته المئة والسابعة والتسعين صوّت المجلس التنفيذي لمنظّمة الأونيسكو بالإجماع على اعتبار "رابطة المدن الكنعانية،الفينيقية والبونية" برنامجاً من برامج الأونيسكو.
تعتبر الرابطة تضامن بين مدن ورثت ماضٍ مشترك مع ثقافة ومجموعة من القيم. وهي تضمّ حتى اليوم 49 مدينة وتفتح المجال أمام نشاط دولي من خلال علاقات مميّزة. تذكّر الرابطة أن شواطئ المتوسّط في الأيام العابرة، كانت تحمل رسالة التواصل والتعاون.
كان الفينيقيّون المثال الأكمل للتبادل والتعاون بين الحضارات من خلال الحوار وثقافة السلام.
تسعى الرابطة إلى توطيد آفاق التبادل ، والمشاركة في الخبرات والقدرات والوسائل، والأخذ بالاعتبار التقاليد والمميّزات، والتأسيس لتضامن جديد، وخلق مجالات للتعاون بين المدن الأعضاء التي تتقاسم المستقبل إيّاه على الرغم من تنوّعها. هذه هي الأهداف التي تلتزم بها الرابطة لتساهم في جعل المتوسّط مهد الحضارات، منطقة تبادل وسلام.
تتمحور خطّة عمل الرابطة حول محاور أربعة مع مشاريع رائدة:
في 2 نيسان 2014 أنشئ في بيروت مركز الأبحاث للحضارات الكنعانية،الفينيقية والبونية وهو يشمل:مكتبة توثيقية مختصة، متحف افتراضي حول الحضارة الفينيقية، ندوات....
إنها دعامة مثالية لتطوير السياحة الثقافية وللتنمية الاقتصادية المستدامة في مدن الرابطة، من خلال نشاطات رياضية (سباق اليخوت الشراعية)، وفنية (معارض ومهرجانات). هذا المشروع الذي يعتبر سفراّ حقيقيّاً في التاريخ، يهدف إلى إعادة الحياة إلى رحلات الفينيقيين البحرية.
ج- تطوير الحرف التقليدية
إن محترفات "Les Ateliers de Tyr" قد أفتتحت في 10 أيلول 2017. والهدف تجنّب اندثار التقنيّات القديمة، ومدّ يد العون للحرفيين، وتفعيل قطاع الحرف، من خلال إنشاء محترفات رائدة واختيار وتطوير الانتاج القابل للتصدير، من أجل دعم النموّ وفرص العمل. من المقرّر إنشاء خمسة محترفات رائدة في المجالات التالية: نفخ الزجاج (أنواع ثلاثة: التقليدي، البيركس والمدموج)، السيراميك (الفخّار)، المعدنيات (البرونز، النحاس والحديد) ، المجوهرات، والطباعة على القماش.
كما تقرّر منح "جائزة تميز" لحث الحرفيين في مدن الرابطة على الاجتهاد وتحسين انتاجهم.
اللون الأرجواني هو في مرحلة التجارب في مختبر أنشئ لهذه الغاية.
د- البيئة البحرية
تسعى الرابطة لإدخال البيئة البحرية في مشاريع تطوير وتنقية البحر المتوسّط، من أجل إدارة مستدامة للموارد الطبيعية والبحرية. وهي ترمي أيضا إلى أن تقوم سلطات مرافئ المدن الأعضاء في الرابطة بتنقية مرافئها من التلوّث، فتستحقّ شهادة "المرفا الأخضر". هذا المشروع هو قيد التنفيذ في لبنان بالتعاون مع جامعة الروح القدس – الكسليك.