بينما كانت أوروبا ابنة أجينور ملك مدينة صور وشقيقة قدموس تقوم بقطف الأزهار على شاطىء البحر اختطفها زوس- جوبيتر المفتون بجمالها، وكان قد خرج لتوه من البحر على هيئة ثور ليستلقي تحت قدميها، وما كادت تجلس، بصورة عفوية، على ظهره حتى حملها الى جزيرة كريت. وتيمنا بها حملت القارة اسمها. وقد أنجبت من زوس عدداً من الأولاد كان بينهم مينوس الذي أصبح في كنوسوس أول ملك على جزيرة كريت، وكذلك كارينوس الذي غدا أحد الفتيان الذين أحبهم ابولون بكثير من الحنان. كما تنسب اليها فيدر أول ملكة لمدينة أثينا، وشقيقتها أريان التي وفرت الى تيزه طريق الخلاص الذي أتاح للأبطال الخروج من المتاهة بعد أن قضت على الميناتور. ترى ماذا يمكننا أن نستخلص من هذه الأسطورة؟
إن أوروبا ابنة صور اختطفها الالهة وأنها أعطت اسمها الى القارة الأوروبية وأنه إذا ما صعدنا هذه الأسطورة وأعدناها الى عناصرها الأولية يمكننا القول أن الأبجدية ابنة فينيقية وأن العبقرية اليونانية هيمنت عليها وأن بدونها ما كان لأوروبا أن تكون أوروبا.