منذ تأسيسها في الألف الثالث قبل الميلاد، إحتضنت صور ثماني حضارات تعاقبت على أرضها، وهي الحضارة الفينيقية، الفارسية، الرومانية، اليونانية، البيزنطية، الصليبية، العثمانية والعربية.
هي مهد الأبجدية، وأول معقل للديمقراطية، ومركز الملاحة البحرية والتجارة، ومنشأ الأرجوان والزجاج المنفوخ والملوّن، وهي المدينة الكنز التي تركت لنا إرثًا حضاريًا لهو مفخرة لجميع الأجيال، لكنها أيضًا المدينة التي تعرضت منذ العام 1975 لخسائر جسيمة جراء الحرب، ناهيك عن نهب ثرواتها الثقافية والتوسع المدني العشوائي وأعمال الحفر غير الشرعية. من هنا كان لا بدّ من تحرك على صعيد واسع لحماية هذا الإرث، فكانت الجمعية الدولية للمحافظة على صور في المرصاد.
.
فالجمعية التي أنشئت عام ١٩٨۰ في مقر الأونيسكو في باريس، والتي تضم شخصيات مرموقة من عالم الثقافة والعلوم والسياسة، تعمل جاهدة منذ أربعين عامًا على تحريك الرأي العام العالمي والمحلي وأعلى المراجع، وحثهم على الالتفات الى صور والمساهمة في حمايتها.
نتيجة هذا العمل الدؤوب، حصلت الجمعية على قرارات دولية مهمة، أبرزها تبني مجلس الأمن ومنظمة الأونيسكو والبرلمان الأوروبي ومجلس الشيوخ الأميركي ومجلس اللوردات البريطاني والإتحاد العالمي للمدن المتوأمة وجامعة الدول العربية، قرارات لحماية هذه المدينة التي تعدّ مهدًا للبشرية. إضافة الى إقرار حملة دولية أونيسكو من أجل صور في العام 1983 على غرار حملتي قرطاجة وأبو سمبل، وإدراج صور على قائمة التراث العالمي في تشرين الثاني ١٩٨٤، وقد أُطلقت الحملة رسميًا في ۳ آذار 1998