كان قدموس بن أجينور ملك صور وشقيق أوروبا التي حملها زوس- جوبيتير الى جزيرة كريت، قد انتقل الى جزيرة كريت بحثاً عن شقيقته، ولكن جهوده باءت بالفشل إذ لم يعثر عليها، فما كان منه إلا أن استقر في بيوتيا وأسس مدينة طيبة وأصبح أول ملك عليها. علم أتباعه فيها الكتابة الأبجدية التي تم ابتكارها في جبيل الفينيقية ، وتزوج قدموس من هارمونيا ابنة أفروديت – أفينوس التي أنجبت له سلالة كبيرة كان منها الابنة سيميله التي أحبها زوس فحملت منه إله الخمر ديونيزوس –باخوس وبوليدوروس، واليها ينسب أوديب وانتيغون . ترى ماذا تعني هذه الأسطورة؟
تعني هذه الأسطورة أن قدموس هو ابن صور، غادر وطنه الى بيوتيا سعيا وراء تأسيس مدينة جديدة واعطاء الأبجدية الى بلاد اليونان، إذن الا تكون هذه الأسطورة هي الصورة الشعرية لهذا الحدث الذي يتجدد باستمرار، والذي دفع أبناء فينيقية الى أن يشقوا عباب البحار ويؤسسوا مستعمرات لهم في كل مكان وليكشفوا لشعوب العالم ابتكارات وابداعات صناعاتهم.